يعتقد الإنسان أنه يمتلك السيطرة على نفسه، وإنما هو في الواقع نتاج لتصرفات تحصل من حوله، وبحكم البيئة تختلف ردة الفعل من شخص لآخر، وإن من الأمور العظيمة أن يعرف الإنسان كيف يسيطر على نفسه ويتحكم بتصرفاته، ولذلك تجد التباين بين الناس في التصرفات، فأحيانا سوء فهم قد ينتهي في ثوان معدودة بسبب حسن تصرف من أحد الطرفين، وهنا نتذكر شعرة معاوية وهي قاعدة ذهبية معروفة ترخي وقت الشدة وتشد وقت الرخا لتحافظ على التوازن المطلوب منك، وهذه الأمور يفعلها كل عاقل، ولا ننكر أن هناك من يخرج من طوره ولكن من يضبط نفسه عندما يتعرض لموقف قوي جدا ذلك الذي نستطيع أن نشير إليه ونخاطبه بالحكيم، فالحكمة تتجلى في حسن التصرف من موقف تفقد فيه أعصابك، إن السيطرة على الذات مرحلة يصل لها الإنسان عندما يجاهد نفسه بجد، ويعلم في قرار نفسه أن أي قرار يتخذ بشكل خاطئ قد يندم عليه طوال حياته، ويقول بعضهم -لو جاءني الرد الفلاني لكان موقفي أقوى- بل غيابه عنك كان لك أنجى وأفضل، ومن الحكمة أحيانا الصمت والتجاهل والتغافل، فراحة البال مقدمة على ما سواها، وقد يكون هذه التجاهل منك في البداية الخطوة الأولى للسيطرة على الذات.